قطعة حمض الفوليك
تجنُب حالة الإعاقة حلم كل إنسان على وجه الأرض،
وحلم الحكومات والمؤسسات، فالإعاقة تستنزف الكثير من جهود الدول في كل أنحاء
العالم، كما تستنزف جهود الكثير من العائلات، فالكثير من الناس يعتقدون أن الإعاقة
والعيوب والتشوهات الخلقية أمور ،قادرة، ولكنها في الحقيقة نسبة عالية، تصل إلى
ثلاث حالات لكل مائة ولادة، كما يعتقد الكثيرين أن الأسباب وراثية أو نتيجة تناول
الحامل للأدوية، ولكن الحقيقة أننا لا يمكننا التعرف سوى على عشرة في المائة من
الأسباب.
هل نستطيع القضاء على حالة الإعاقة؟ الحقيقة
المرة بالنفي، فكيف نقضي على شيء لا نعرفه، ولكننا يمكن أن نقضي على ما نعرفه،
ولنا في النجاحات السابقة دليل على ذلك، فقد تم القضاء على شلل الأطفال والذي كان
سبباً رئيساً للإعاقة الحركية، فلم يسجل أي حالة لشلل الأطفال في السنوات العشرة
الماضية، كما استطعنا السيطرة على العمى والعوق الفكري الناتج من الحصبة الألمانية
بالتطعيم كذلك، كما السيطرة على العديد من الأمراض والإعاقات من خلال برامج
التطعيم الأساسية، ولكن هناك العديد من البرامج التي يمكن من خلالها التقليل من
حدوث الإعاقة مثل حزام النجاة للسيارة كما كرسي الأطفال وغيرها
الصلب المشقوق ( الظهر المشقوق ( ليست حالة
نادرة وان كنا لم نسمع بهذه الحالة سوى في السنوات الأخيرة، وهي مرض خلقي، وهي من
عيوب الأنبوبة العصبية، وتحدث حالة لكل ألف مولود، وإذا علمنا أن المواليد في
المملكة العربية السعودية في العام الماضي نصف مليون تقريباً، فهناك 500 طفل تمت
ولادتهم مصابون بالصلب المشقوق، وقد أثبتت الدراسات بإمكانية تفادي حدوث الحالة
بنسبة تصل 50-70% باستخدام أقراص حمض الفوليك قبل الحمل .
القليل من الناس يعرفون أهمية حمض الفوليك في
القضاء على نوع من أنواع الإعاقة، ففي الستينات من القرن الماضي نشر بحث يوحي
بوجود علاقة بين نقص أحد الفيتامينات المسمى حمض الفوليك وحدوث الصلب المشقوق
وعيوب الأنبوبة العصبية، وفي أواخر الثمانينيات الميلادية تم أجراء بحث تطبيقي في
جمهورية هنغاريا للتأكيد على أهمية حمض الفوليك وعلاقته بالصلب المشقوق، حيث تم
تطبيق البحث على 5000 امرأة حامل، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تم
إعطاؤهم مجموعة من الفيتامينات تحتوي على حمض الفوليك، والمجموعة الأخرى تم
إعطاؤهم أقراص تحتوي على بعض الأملاح ولكن لا تحتوي على حمض الفوليك، وظهرت
النتائج الباهرة التي أثبتت وجود علاقة بين تناول حمض الفوليك ونسبة حدوث الصلب
المشقوق، وتمت دراسات وبحوث أخرى في نفس المجال في بريطانيا وأمريكا، ولقد أثبتت
جميع هذه الدراسات أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل يمكن ان يقلل نسبة حدوث الصلب
المشقوق بنسبة تصل 50-70% من الحالات.هل حمض الفوليك لمنع الصلب المشقوق فقط خلال
الدراسات السابقة، لاحظ العلماء أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل قد قلل نسبة حدوث
العديد من العيوب الخلقية خاصة الشفة الأرنبية والحلق المشقوق العيوب الخلقية
للقلب والكلى، متلازمة داون، عيوب الأطراف الخلقية ، وغيرها
قامت وزارة الصحة منذ عشر سنوات بالطلب من صوامع
الغلال بإضافة حمض الفوليك للدقيق، وهو مطبق حالياً وإن كان الكثيرون يجهلون ذلك
لعدم كتابته على عبوات الدقيق، كما صدرت توجيهات الوزارة إلى جميع المراكز
والمؤسسات الصحية ونصت على وجوب تناول جميع النساء المتزوجات 400 ميكروغرام من حمض
الفوليك قبل الحمل والاستمرار عليه حتى الأسبوع العاشر من الحمل، ووجهت الطب
الوقائي بوضع برامج تثقيف صحي لتوعية الجميع لهذا الأمر. بقي علينا كمسئولين من
أطباء وإداريين أخذ الأمر بمحمل الجد وتشمير السواعد على نشر هذه المعلومات.
1- يستنتج من النص أن العلاج تم تجربته
على ....؟