قطعة الانصاري وزيارته لبغداد :
1)زار الأنصاري بغداد قاصدًا الحج سنة 423 هـ، ورغم تعذر استمراره
في السفر إلى مكة بسبب اضطراب الأمن في طريق الحج، إلا أنه لم ينتهز فرصة وجوده
فيها للاتصال بعلمائها، ولم يطل مكثه فيها رغم أهمية بغداد في القرن الخامس
الهجري، حيث برز فيها عدد من العلماء الذين كانوا يستحقون أن يقصدهم الأنصاري في
زيارته تلك.
2) وكانت الحركة الفكرية ببغداد مزدهرة. ساعد
على ذلك وجود المكتبات العامة والمدارس التي بلغ عددها في القرن الخامس الهجري تسع
عشرة مدرسة توزعتها المذاهب الفقهية الثلاث الحنفي والشافعي والحنبلي، فكان منها
سبع مدارس للحنابلة.
3) وإذا حاز الحنابلة هذا العدد من المدارس فإن
ذلك يعكس مدى قوتهم ونفوذهم ببغداد في عصر الأنصاري، والواقع أننا لا نستطيع تعليل
إهمال الأنصاري للإفادة من علماء بغداد إِلَّا إِذا وضعنا نصب أعيننا ظروفه
المادية القاسية في بداية حياته وطلبه العلم قبل أن يحوز شهرته الواسعة ثم انشغل
بعد ذلك بالتدريس ومقارعة مخالفيه في هراة، مما عرضه للمحن والنفي والإيذاء.
1- تبيين من الفقرة (1) أن الأنصاري عند
قدومه إلى بغداد كان ....