اسمه
الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي وُلد الشافعي بغزة سنة 150هـ، وغزة
ليست موطن آبائه، وإنما خرج أبوه إدريس إليها في حاجة فمات هناك، وهو يلتقي مع
النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
حملته
أمه بعد سنتين من ميلاده إلى موطن آبائه (مكة)، وبها نشأ يتيماً في حجر أمه، فحفظ
القرآن صغيراً، وهو ابن سبع سنين، وَجَوَّدَهُ على مقرئ مكة في ذلك الحين إسماعيل
بن قسطنطين ثم خرج إلى هذيل بالبادية فحفظ كثيراً من شعرهم.
قال
الأصمعي فيه:"صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس".
تمتع
–رحمه الله- بعلمه الغزير وذهن نافذ وإحاطة واسعة بكتاب الله وَسُنَّةِ رسوله،
وعلوم اللغة وآدابها، فكان مرجع أهل
العلم في زمانه ومن بعده، لزم مسلم بن خالد الزنجي، وهو شيخ الحرم ومفتيه، وقد قال
له شيخه - وهو ابن خمس عشرة سنة -: (أفتِ يا أبا عبد الله، فقد - والله - آن لك أن
تفتي(.
رحل
إلى مالك بن أنس في المدينة ولازمه وأخذ عنه الفقه والعلم، كما رحل إلى العراق
ثلاث مرات فأخذ الفقه والعلم، فاجتمع له علم أهل الرأي وعلم أهل الحديث وتصرف في
ذلك حتى أصَّل الأصول وقعَّد القواعد واشتهر أمره، وعلا ذكره، وارتفع قدره.
انتشر
مذهبه بسبب كثرة ترحله وكثرة من حمل العلم عنه وجمعه بين طريقة المحدثين وطريقة
الفقهاء و جمع حوله أفذاذ طلاب العلم في مكة ومصر والعراق، وجمع بين فقه الحجازيين
والمصريين والعراقيين. نقطة تحول الشافعي من الشعر والأدب إلى الفقه : خرج
إلى هذيل بالبادية فحفظ كثيراً من شعرهم ورجع إلى مكة بعد ذلك ليردد الأشعار ويذكر
الآداب والأخبار لقب بـ "ناصر السُّنَّة"، وحتى قال الإمام أحمد بن
حنبل: "لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث".
وأيام
العرب، فلقيه رجل من الزبيريين من بني عمه فقال له: "يا أبا عبد الله! والله
إنه ليعز عليَّ ألا يكون مع هذه البلاغة والفصاحة والذكاء فقه".
تدل (لولا
الشافعي ما عرفنا فقه الحديث) على :