وَجدتُ الفقر رأس كل بلاء، وجالباً إلى صاحبه كل مَقت، وهو
مَعدن النميمة، ووجدتُ الرجل إذا افتقر اتّهَمَه مَن كان له مُؤتَمِناً، وأساء به
الظن مَن كان يَظن فيه حَسناً، فإن أذنبَ غيره كان هو للتهمة موضعاً.
وليس مِن خُلة هي للغني مَدح إلا وهي للفقير ذم، فإن كان
شُجاعاً قيل: أهوج، وإن كان جَوّاداً سُمي مُبذراً، وإن كان حَليماً سُمي ضعيفاً،
وإن كان وقوراً سُمي بليداً، وإن كان مُؤثراً سُمي مُفسداً، وإن كان لَسِناً سُمي
مِهْذاراً، وإن كان صَموتا سُمي عَيِيّاً.
من النص الفقير الذي لا يغضب يكون... :