1- الازدواجية هي وجود مستويين لغويين مختلفين ضِمن نِظام لغوي واحد، ويُقصد به في اللغة العربية وجود الفُصْحَى والعاميّة معاً في مُجتمع واحد. ولا نستطيع التغلب على العَامِيّة؛ لأننا لا نعرف كيف بدأ وجودها أصلاً.
2- ونحن لا نُساير الذين يقولون للطفل إذا أراد تعلم الفُصحى: استعد لتعلم لغة جديدة، إشارة منهم إلى شدة الاختلاف بين الفُصحى والعاميّة، وكلامهم هذا خاطئ؛ لأن الاختلاف نِسبي بين المستويين، وليس كما يتخيلون، بدليل أن العامي إذا استمع إلى الراديو أو التلفاز (الذي يتكلم بالفُصْحَى) فإنه سيفهم ما يُقال.
3- أمّا مَن يَزعم ضآلة الاختلاف بين الفُصحى والعَامِيّة، فكلامهم هذا مردود؛ لأنه مجرد كلام انطباعي. فمع إقرارهم بصعوبة تعلم الفُصحى بالنسبة للعَامي، فإنهم يقولون بأن الاختلاف بسيط!.
إن الطريق الحقيقي لمعرفة الفروق هي أن تكون المُقارنة عِلمية بين المستوى الأول (الفُصْحَى) والمُستوى الثاني (العَامِيَّة) لأن المستويين يقعون ضِمن نِظام لغوي واحد هو اللغة العربية. وأرى أن الطريقة الفعالة للتقريب بين الفُصْحَى والعَامِيَّة هي (تفصيح العَامِيّة) وهذا سيجعل من العربية الفُصْحى، بالإضافة إلى كونها لُغة الكتابة والقِراءة، لُغة مُتكاملة في أن تكون مهاراتها مهارات مُكتسبة ومُستعملة في الوقت نفسه لدى المُتكلمين بها.
إن الارتفاع بالشخصية العربية إلى المستوى اللغوي الفَصيح هو هدفُ سام سيوحد لغة التفكير، مما سيؤدي في رأيي إلى الانطلاق في مجالات الفِكر والعِلم والإبداع، الذي سيلقي بظِلاَلِهِ على الشخصية العربية إيجاباً وليس سلباً.
وِفقاً
لما ورد بالفقرة (3) فإنه من أجل تحديد الفروق بين الفُصحى والعامية يجب أن
نسلك منهج...