حضارة أمريكا
واليابان
1- حضارة العصر المدهشة
هي حضارة العمل والمهارة والتقنية أكثر مما هي حضارة العلم والحقائق تؤكد أن
الجبروت البشري الصناعي الذي شيدته الولايات المتحدة الأمريكية قد حققته بالجد في
العمل والمهارة في الأداء أكثر مما بنته بالعلم، كما أن نتائج الاستطلاعات التي
تجري للشعوب الأمريكية، إنه لا يختلف عن غيره من الشعوب، فمعظم الأمريكيين لا
يعرفون شيئاً عن البلدان الأخرى ولا عن المشاهير من الرجال أو عن الأحداث الكبرى
التي لا تمس حياتهم بشكل مباشر.
2- بقي يوثانت سنوات طويلة على رأس هيئة الأمم المتحدة وكانت صورته تظهر كل
يوم في جميع وسائل الإعلام وكانت مهامه الدولية في نيويورك، ولما سئل الأمريكان
عنه أجاب أغلب المشاركين في الاستطلاعات أن كلمة (يوثانت) اسم لأكلة شعبية أو
إجابات مماثلة لا تمت إلى المعنى بأي صلة وهذا واحد من آلاف الاستطلاعات الثقافية
التي تؤكد ضحالة وتدني معلومات الشعب الأمريكي عما لا . حياتهم الآنية بشكل مباشر.
وليس اليابانيون الذين
صنعوا هذا التفوق التقني المدهش وحققوا هذا الازدهار الاقتصادي الباذخ عن
الأمريكيين ببعيد إذ لم يُعرف عنهم اتساع الثقافة أو العمق العلمي ولكنهم عُرفوا
بالجد بالعمل والانضباط في السلوك والمهارة في الأداء والإخلاص في الجهد .
3- إن الجامعات في
العالم الإسلامي لا تقل عدداً عن مثيلاتها في الدول المتقدمة. ومع أفواج الخريجين
الذين يعيشون بمعلومات نظرية ومع تزايدهم المستمر تزداد حالة التخفق والفقر في
معظم البلدان الإسلامية، ولم يستطع هؤلاء النظريون أن يسهموا أي إسهام حقيقي في
تحسين أوضاع بلدانهم. إننا مازلنا بحاجة إلى إبراز حقيقة (تعلم بالعمل) وهو ما
يؤكد أن الحضارة الصناعية التي يعيشها العالم المتقدم قد نهضت بالعمل أكثر مما
قامت بالعلم إنني حين أعيد التأكيد على غياب الجدية في العمل واختفاء المهارة في
الأداء وندرة الإبداع وشيوع التسيب وفقدان الانضباط حين أبدى هذا التبرم فإن ذلك
بدافع الغيرة على الأمة والرغبة الملحة الصادقة في أن يستعيد المسلمون دورهم
الحضاري الرائد أو على الأقل أن يتخلصوا من هوان التخلف وذل الفقر.
1-
الثلاث أسطر ونصف في الفقرة (1) ينطبق عليها ...............