توفي
أبوه وهو حمل في بطن أمه، فأشفق عليه عمه وكفله، وحينما قصد عمه السفر للشام في
تجارة له بكى الصغير على فراقه فما كان من عمه إلا أن اصطحبه معه.
نشأ
يتيماً فتأصلت الرحمة في تعامله ولازمته الأخلاق العالية في أحلك الساعات، وأصعب
الأوقات؛ حيث غلبه الرفق والرحمة مع أعدائه، يتحمل أذاهم، ويرجو صلاحهم، أما مع
أصحابه فيحنو عليهم ويشفق عليهم شفقة الأب على أبنائه والمعلم على طلابه والقائد
على جنوده، أما الكرم فكان أجود من الريح المرسلة لا يرد سائلا ويجود بكل ما يملك
على القريب والغريب، حتى أن حليمة مرضعته شكت إليه يوما ضيق العيش فأكرمها أيما
كرم وأعطاها من الإبل والشاء ما يغنيها عن السؤال.
وأقبلت
عليه يوم خيبر فنهض بشوشا وفرش لها ردائه فجلست عليه، وما كان يناديها إلا بـ
(أماه).
العلاقة بين الإبل والشاء؟ (ملحوظة الشاء جمع لكلمة شاه)
............